عبد الله الطايع: تعرضت للاغتصاب في طفولتي من أبناء الدرب ومورس علي الجنس من طرف كل عابر

المثلي عبد الله الطايع في تصريح مثير لـ "المشعل": تعرضت للاغتصاب في طفولتي من أبناء الدرب ومورس علي الجنس من طرف كل عابر

عبد الله الطايع: تعرضت للاغتصاب في طفولتي من أبناء الدرب ومورس علي الجنس من طرف كل عابر 8o56g53p2pi58hpo46mb

عن "المشعل"

المثلي عبد الله الطايع في تصريح مثير لـ "المشعل": تعرضت للاغتصاب في طفولتي من أبناء الدرب ومورس علي الجنس من طرف كل عابر.. وكنت لا أملك مجرد الرفض «وغير شوية ديال القلب آعباد الله»

لماذا فكرت مجموعة «أصوات للأقليات الجنسية» في تنظيم وقفة بالمغرب يوم 17 ماي الجاري؟

أكيد أن زواج المثليين بفرنسا السنة الماضية أثار نقاشا كبيرا وشائكا وفجر خلافات داخل المجتمع الفرنسي، وكان له الأثر في المجتمع المغربي بطريقة أو بأخرى، فمن الناس من قبلوا ذلك الزواج ومنهم من رفضوه، كما إننا شهدنا في المغرب انفجار قضايا مثلية في المحاكم بعد أن ضبط أشخاص أثناء الممارسة الجنسية في مراكش، تمارة والعرائش وغيرها، وأظن أن هذا ما يفسر عزم بعض الشباب الجامعي في مجلة «أصوات» هذه السنة وبإمكانيات ضعيفة تنظيم وقفة لتغيير نظرة المجتمع القاسية جدا اتجاه المثليين.

ما هي مطالب المثليين المغاربة، وهل صحيح أنهم يطالبون بالاعتراف بعلاقاتهم الجنسية والسماح لهم بالزواج المثلي؟

مطلبهم الأول وحسب ما هو منشور على موقع الفايسبوك (أنا مثلي ماشي مجرم الحب ماشي جريمة..) هو ضمان الاعتراف بهم، كما أنهم يناهضون اغتصاب الأطفال والعنف ضدهم، ويريدون تحسيس المغاربة بأن المثليين هم أبناؤهم وإخوانهم وأبناء عمومتهم فلا يلفظوهم إلى الشارع، فهل المجتمع المغربي ليس لديه القلب لكي يترك أطفاله المثليين يغتصبون يوميا؟ هذه هي المطالب الأساسية التي ينادي بها المثليون في المغرب.

هل ظاهرة المثلية حديثة أم أن لها بالفعل جذورا تاريخية؟

فلنكن واقعيين ومنطقيين التاريخ لا يمكن أن يتكرر، وقد شهد الأدب العربي قديما تخليداً للمثلية لدى الجاحظ وأبو نواس وغيرهم، كما لم يكن لدى العديد من الأدباء مشكل مع المثلية الجنسية في عهود سابقة، لكننا اليوم في القرن الواحد والعشرين ولا يمكن للمغربي أن يستفيد من وسائل التطور والتكنولوجيا وأن ينفتح على ثقافة الآخرين، ثم يتوقف عند قضية الحقوق الفردية للإنسان سواء كان مثليا أم لا، بدعوى أنهم مسلمون ينتمون لمجتمع محافظ، علما أن الإسلام عبر تاريخه الطويل أتاح الحرية الفردية بشكل كبير، فلماذا توقف العقل العربي عن التفكير في مواضيع مثل هذه؟ فنحن جميعا نعيش في المغرب ونعرف جيداً كيف ينظر المجتمع للمثليين؟

ما هي مطالبكم الملحة؟

أولا: نطالب بتغيير نظرة المجتمع اتجاهنا، ثانيا: ندعو إلى تغيير القانون من أجل حماية جميع أفراده، فهل يعرف القانون كم من الأطفال يغتصبون كل يوم دون أن تتدخل الأسرة والحومة والدولة؟ وأريدكم أن تطرحوا هذا السؤال على الدولة هل هي متفقة على اغتصاب الأطفال المثليين؟ وماذا تقول حول هذه القضية؟

هل تعتبرون سوء الفهم داخل المجتمع لقضايا المثلية، ناجم عن الخلط المفاهيمي بين اللواط والشذوذ والمثلية؟

من حيث المصطلحات هنالك تغيير في وسائل الإعلام التي نأت بنفسها عن استخدام لفظ الشذوذ لوصف هذه الفئة، ومن يستخدم هذه المفردات فهو لا يريد أن يعترف المجتمع بالمثليين، والذي لا يتغير هو اللغة السلطوية والدينية التي تشجع المغاربة على الانفتاح لكنها بالمقابل ترجعهم إلى الوراء بالحديث عن الدين والأعراف والتقاليد، دون تفسير مفصل في الموضوع.

هل تطالبون بتفصيل أكثر حول الأعراف والتقاليد والدين وهو الثالوث الذي يقف عقبة أمام الاعتراف بالمثليين في المجتمعات الإسلامية؟

المثليون ليسوا شريحة في المجتمع بل هم أبناء المغاربة، ومن الناس من يعبرون عن رأيهم بسلاطة لسان من قبيل: «ما بقا ما يعجب، الله يسترنا وخلاص، الله يخرجنا من دار العيب.. وغيرها» من الأحكام الجاهزة، وأنا أطرح عليهم السؤال: هل هم متفقون أن يتم اغتصاب أطفالهم المثليين؟ فكلما أغمضنا أعيننا عن النقاش في الموضوع فنحن نسمح باغتصاب جديد، بل نقتل جيلا في صمت، لهذا فإن تظاهرة 17 ماي القادم تريد فقط القول بأن المثلي هو إنسان وله نصيب من الحرية، وهي فكرة جميلة تفتح وعي الناس وترفعهم إلى طرح أسئلة حول الاختلاف وتقبل الجنس الثالث في المجتمع.

هذا يقودنا إلى طرح السؤال حول المثلية هل هي مرض قابل للعلاج؟ أم أنه صنف بشري ثالث فرضت عليه الطبيعة ليعيش حياته بحرية؟

أعرف أن الكثير من الناس في مجتمعنا المغربي يؤمنون بأن المثلية مرض ولا علاقة له بالطبيعة، وعلى المثليين أن يقصدوا الأطباء للعلاج، وهذا خطأ فالطبيعة حاضرة بقوة في تكوين المثلي، لكنه لا يجد من يتقبله.

كم يقدر عدد المثليين في المغرب؟

المغاربة مثلهم مثل سائر دول العالم، حيث يقدر عدد المثليين بحوالي 3 إلى 10 في المائة من السكان، وهي نسبة مهمة وهم ليسوا مجرمين بل أبناء المغاربة ومواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات.

أريد أن أتتبع معك حياة المثلي، تعايشت مبكرا مع غريزة المثلي، كيف كسرت حجاب الأسرار إلى الإعلان عن نفسك أمام الملأ؟

أبلغ من العمر أربعين سنة، وجيلنا لا علاقة له بشباب أصوات الذين لا يفوق عمرهم 21 أو 23 سنة، فهنالك مثليون حقيقيون مثلي أنا أكملوا المشوار معلنين عن اختلافهم، وليسوا مثل فئة اختارت الزواج أو بناء أسرة والتقيد بما يفرضه المجتمع، ولحد اليوم ورغم أني خرجت للعلن فإني لم استطع أن أتجاوز قيود العائلة، فبمجرد أن أحضر إلى بيت العائلة حتى يحل الصمت «الساكوتي» ولا يسمح بتناول موضوع المثلية، ولا حتى الحديث في بعض المواضيع التي تعد حكراً على من هم أكبر منك سنا، وبالتالي يكون لفظ «اسكت محشمتيش» حاضرا بقوة في النقاش، فهم يعيدوك بهذا السلوك إلى منطقة الصمت بأبعادها السيكولوجية، ولا تملك أبدا فرصة الحديث عن مثليتك أمامهم.

هل منطقة الصمت هي ما دفعك للكتابة والإبداع في الرواية والسينما؟

في الحقيقة تطور المعاناة هو نوع من الإبداع، ولا يمكن لشخص عاش المثلية في صمت أسري لكن مع معاناة كبيرة داخل المجتمع أن يظل صامتا، فقد مورس علي الجنس من طرف كل عابر وكنت لا أملك مجرد الرفض، ثم بعد ذلك وجدتني كاتبا مشهوراً له حضور في الأوساط الثقافية.

أقاطعه «هل يعني هذا أنك كنت تتعرض للاغتصاب في مرحلة الطفولة؟

بالفعل، تعرضت للاغتصاب من طرف أبناء الدرب لمجرد أن بعض مظاهر المثلية قد ظهرت لدي في سن مبكرة، والمجتمع المغربي للأسف الشديد يقول بأنه مسلم، ومع ذلك يتعدى على أعراض الأطفال، هل هذا هو الإسلام بالنسبة إليهم؟ فهم فرضوا القيود على الاعتراف بالمثلية ليحموا جرائم الاغتصاب في حق الأطفال المثليين، وأنا مثال من أمثلة عديدة لهذا الانتهاك، فبالرغم من أنني ألفت العديد من الكتب، لكني ما زلت لم أفهم نظرة المجتمع «الافتراسية» اتجاه الطفل والشاب المثلي؟

أكيد أن الكتابة متنفس بالنسبة لي، أفجر من خلالها أحلامي وغضبي، وهي تمنحني مسافة فكرية من أجل فهم الأشياء من حولي، وفهم المجتمع المغربي الذي لا يريد أن يكون ناضجا في تعامله مع الأطفال الذين يخضعون لثلاثية «كول، شوف وسكت».

هل فتش عبد الله الطايع عن مثليين من جنسيات أخرى ليشاركهم هذا الاختلاف؟

كنت أقطن رفقة أسرتي في حي السلام بسلا، وأعيش حياة فقيرة، كنت في الثمانينيات إذا رغبت في الذهاب إلى الرباط أجمع النقود من أجل تذكرة الحافلة، وإذا أردت اقتناء مجلة أجمع المال لشهرين أو ثلاثة، وقضيت على هذا الحال 25 سنة من عمري، وبالرغم من ذلك فإن لي علاقة حميمية مع المغرب وأحب بلدي كثيراً.

ما الذي أسهم في تغيير حياتك بعد 25 سنة من الصمت والفقر؟

التغيير أسهمت فيه المؤلفات التي نشرتها والتي لم تكن تعبر فقط عن مثليتي الجنسية بل كانت مواضيعها مختلفة، فقد كتبت كتابا عن علاقة المغاربة مع الملك الراحل الحسن الثاني، وكتابا آخر عن علاقة المغاربة مع العقيدة، والكتاب الوحيد الذي يتحدث عن المثلية كتبته عن طفل مر بثلاثة مراحل من حياته وهو الكتاب الذي حولته إلى فيلم سينمائي.

هنالك من يقول بأن فيلمك «جيش الإنقاذ» ضعيف من الناحية الفنية، يتحدث فقط عن مراحل ثلاث من حياة شاب مثلي دون لمسة إبداعية؟

الكثير من الناس في المغرب لم يفهموا ذلك الفيلم، فقد عرض خلال هذا الأسبوع لأول مرة في فرنسا والنقاد أشادوا به، فالفيلم يحكي عن الواقع المغربي والعلاقات اليومية للمغاربة وكيف يستغل بعض الناس البعض الآخر، فالمُستغل يفهم ذلك والمُستغَل يفهم لماذا يتم استغلاله «شي عايق بشي، وحتى واحد ما قادر يتكلم».

هل تعتبر هذا فصاما مغربيا؟

المغاربة خبراء في الفصام، وما ينقصنا لتغيير هذه النظرة هو وجود الرابط الذي يشعرهم بأن كل شخص «عايق» بالآخر، وبأنهم يتعاملون بنضج مع الواقع، وما زلنا ننتظر ذلك الرجل الشجاع أو المرأة الشجاعة ليفضحوا هذا الفصام المغربي.

لكن هنالك من يقول بأن تغيير نظرة المجتمع لمطالبكم، قد تفتح الباب أمام مطالب أخرى مثل الزواج المثلي؟

من بداية الحوار لم أذكر أبدا الزواج المثلي، فأنا أتحدث فقط عن تغيير نظرة المجتمع اتجاه المثليين وأن لا يسمحوا بارتكاب فعل الاغتصاب والعنف في حقهم «وغير شوية ديال القلب آعباد الله».

هل تعرفت على شخصيات وأطر مغربية مثلية، لا يريدون البوح عن اختلافهم؟

بطبيعة الحال لا يمكنني ذكر أسماء بعضهم ولكن هم موجودون في مراكز كبيرة، ومنهم مثقفون رغم الشهرة التي بلغوها إلا أنهم يتماهون مع الواقع المغربي في صمت، لأنه لم يحن الوقت بعد أمام ظهور رجل سياسي قادر على تكسير حجاب الصمت في قضية المثلية الجنسية بالمغرب.

ما هي نظرتك للمجتمع المثلي؟

وقعت لي حوادث كثيرة تظهر النظرة السلبية للمجتمع اتجاه المثلي، عندما كنت صغيراً كان بعض أبناء الدرب يأكلونني بأعينهم، ويدعونني إلى ممارسة علاقة جنسية مثلية، وفي نفس الوقت لا يعتبرون أنفسهم مثليين، بل يحكمون عليك بأنك أنت «المثلي» وقد يصل الأمر إلى التلفظ بكلام نابي في حقك، وعندما بلغت سن الرشد كنت أكتفي بالانحناء كلما مررت من أمامهم، والمشكلة هي أن ولد الدرب يريد أن يمارس معك الجنس لكنه لا يعتبر نفسه مثليا، وكنت في حالات أخرى ألتقي بشخص ما يعرفني في مكان عام، فيصدمني أمام الناس بقوله «آلزا.....»، ولا تملك حق الرد، إذا قلت له «أنا مثلي وافتخر» فلاشك أن كل من يوجد في ذلك المكان سيشارك في رميك بالحجارة، فالمشكلة هي أن المجتمع صغير ولا يريد أن يكبر أبدا.

هل ستشارك في وقفة 17 ماي؟

أنجزت رفقة منظمي الوقفة عدة أشياء، لأني أعتبرهم أبطالا ولديهم شجاعة لم يبلغ المثقفون ولا السياسة حتى ربعها، ولحسن الحظ أنهم وجدوا من يساندهم من المثقفين مثل أحمد عصيد، وهذا تحول مهم جدا.

ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟

أولا عرض فيلمي في جميع القاعات السينمائية بفرنسا خلال هذا الأسبوع، ونشرت جريدة «لوموند» الفرنسية مؤخرا مقالا عن الفيلم وحول شخصي، وهو عبارة عن دراسة نقدية إيجابية حول الفيلم، لكن المغاربة «شتفوا عليه»، كما لدي عمل جديد هو عبارة عن رواية تحمل عنوان «بلد للموت» وسيصدر في 2015 عن دار لوسيي للنشر.

عبد الله الطايع: تعرضت للاغتصاب في طفولتي من أبناء الدرب ومورس علي الجنس من طرف كل عابر 7x9rvh388eorx57puny3

أفيش فيلم "جيش الإنقاذ"

شكرا لك اخي على الموضوع
وبكل صراحة عاندو الصح هذا هو مجتمعنا وهذه هي الحقيقة

عپد آلله آلطآيع أحببته و عشقته حسب منطقه و نظرته للمثلية كما لا ننسى أنه مثلي في الأصل و كيف تحدث عن مطالب المثليين في المغرب يا سلام

مشكور أخى العزيز على الموضوع القيم والهام جدا
لقد جعلت المثلية من الكاتب الملهم عبد الله الطايع
رجلا شجاعا ومثقفا ناجحا صقلته التجارب والمحن فأعطى
الكثير ... أتمنى له التوفيق والنجاح فى جميع أعماله ...

» فلم جيش الانقاذ للمخرج المغربي عبد الله الطايع
» عبد الله الطايع «عار جماعي» اسمه رهاب المثلية
» فيلم لعبد الله الطايع يتوج بالجائزة الكبرى
» المخرج المثلي المغربي ع.الله الطايع ضيف برنامج ثقافة على France24
» فيلم عبد الله الطايع حول المثلية الجنسية يشارك بمهرجان الفيلم بطنجة