للمرة الأولى تمت حالات زواج بين المثليين جنسيا في بريطانيا، بعد أن أصبح هذا النوع من الزواج قانونيا في مقاطعتي انجلترا وويلز منتصف ليل الجمعة/ السبت.
ولاقى تعديل القانون ترحيبا من الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا. وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن هذه الخطوة تبعث برسالة فحواها أن كل الناس أصبحوا متساوين الآن سواء كانوا "مثليين جنسيا أو عاديين". وأضاف: "إنها لحظة مهمة بالنسبة لبلادنا، ذلك الأمر يعني أن بلادنا ستستمر في احترام تاريخها المشرف من الحرية والتسامح والمساواة".
لكن هذه الخطوة لا تزال تواجه معارضة من بعض المجموعات الدينية. وكانت اسكتلندا قد أقرت قانونا مشابها في فبراير/ شباط الماضي، ويتوقع إتمام أول حالة زواج للمثليين هناك في أكتوبر/ تشرين الأول القادم. لكن أيرلندا الشمالية لم تحسم أمرها بعد بشأن إصدار قانون مماثل.
وقال زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين ونائب رئيس الوزراء نيك كليغ إن "بريطانيا ستصبح مكانا مختلفا " نتيجة لهذه الخطوة.
وأضاف: "إنها لحظة سعادة بالغة للكثير من الشركاء المثليين والمثليات الذين سيتزوجون. لكنها أيضا لحظة فخر كبير لبلادنا أيضا لاعترافها بهذا الزواج قانونيا". لكن كليغ اعتبر، رغم ذلك، أن "المعركة من أجل مساواة حقيقية" لم تنته بعد.
وشهدت حفلات زواج المثليين حضورا مكثفا من الصحفيين والمصورين والنشطاء المدافعين عن حقوق المثليين، إلى جانب العديد من المهنئين.
من جانبه قال كبير أساقفة كانتربيري جاستين ويلبي إن الكنيسة الإنغليكانية ستتوقف الآن عن معارضة زواج المثليين، امتثالا لقرار البرلمان. وأضاف لبي بي سي: "لقد تم تعديل القانون، ومن ثم قبلنا الموقف".
ويحظر القانون على الكنيسة الإنغليكانية إتمام زواج المثليين ويسمح للمنظمات الدينية الأخرى برفض إتمام هذا الزواج.
"أمر مُربك"
وقال غراهام جيمس أسقف نوريتش: "الكنيسة الإنغليكانية تعتقد أن الزواج يكون بين رجل وأمرأة للأبد. إنه من المربك بالنسبة للقانون أن يكون لدينا تعريفان للزواج، لكني اعتقد أنه بإمكاننا أن نعيش في ظل هذا الإرباك".
وبعد إصدار القانون قال بعض القساوسة من المثليين إنهم مستعدون لتحدي أساقفتهم ومصرِون على إتمام زواجهم المثلي.
ومن بين هؤلاء أندرو كين الذي اعتبر أن الكنيسة تدخل في منطقة مجهولة، لكنه أصر على أنه لن "يخاف" من فعل ما يعتقد أنه "صحيح". وأضاف كين أنه يخطط للزواج من شريكه الصيف القادم، بغض النظر عن موافقة الكنيسة من عدمه.
الشريكتان منذ وقت طويل تريزا ميلوارد وهيلين بريرلي من المقرر أن تتزوجا رسميا اليوم السبت، لكن هاتين الشريكتين لم يكن بينهما "شراكة مدنية" لأنهما تعتقدان أن تلك الشراكة لا تعطيهما نفس الحقوق مثل الزواج.
وتقول ميلوارد: "إن الوثيقة التي سنحصل عليها ستكون مثل الوثيقة التي أثبتت زواج والدي وزوجته، وأمي وزوجها والأزواج الآخرين". وأضافت: "لن يكون هناك اختلاف، ومن ثم فإنه في هذه الحالة ستصبح هناك مساواة حقيقية".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته بي بي سي أن نحو 20 في المئة من البريطانيين سيرفضون تلبية دعوة لحضور زواج مثليين، وهي النتيجة التي اعتبرتها منظمة "أصوات الكاثوليك" التابعة للكنيسة الكاثوليكية، إشارة إلى أن هؤلاء الأشخاص المستطلعة أراؤهم لا يزالون "غير مرحبين أبدا" بهذه الخطوة.