Queer : استعملت لفترة طويلة ككلمة مسيئة لمجتمع الميم، و هي من أصل انجليزي تعني الشيء الغريب والغير متعارف عليه، هذه الكلمة التي كان يستعملها الهوموفوبيون لاحتقار الفئات المثلية، تم تبنيها من طرف مناضلين مثليين سنة 1980 وتقبلها ايجابيا.
في المجتمع المغربي احتقار المثليين يأخذ أبعادا كثيرة، نظرات تكاد تخسف بك الأرض، تهميش، مضايقات كلامية، و الألقاب القدحية وما أكثرها، حيث يشع الابتكار و يطلق العنان للابداع الهوموفوبي، من بين تلك الألقاب التي صادفتني باعتباري شخصا مثليا أتذكر: لوبيا، الناقش، Z-Men، زماح.... وأخيرا "الزامل"، وبصراحة هي الأحب الى قلبي لأسباب عدة، فهي الأكثر انتشارا ولأنني صارعت هذه الكلمة لكي لا تأثر في نفسيتي فكلما سمعتها كنت أشتاظ غضبا، وأيضا لأن وقعها جميل في الأذن
كلمة زامل في اللغة العربية مشتقة من المزاملة، أي رفيق الدرب أو العمل او الدراسة (الزميل)، كما أنه يقال للحيوان الذي يتأرجح في مشيته " زملت الدابة "، و في شبه الجزيرة العربية وخاصة جنوبها هناك نوع من الغناء الشعبي التقليدي المسمى "الزامل" ، يتميز بترديد الأبيات الشعرية بصوت جماعي. وآل زامل قبائل معروفة في شبه الجزيرة العربية و الأردن و سوريا و العراق و في مصر توجد مدينة "الزوامل" بالشرقية.
لا أعلم من هو الهوموفوبي الأول الذي لقب المثلي بالزامل و لما و كيف، لكنني بعد أخد و رد أعتقد حقا أنه لقب جميل بالرغم من الصفات القدحية و الاحتقارية الذي يحملها في طياته، وهذا هو بيت القصيد، هو التسامح مع هذه الكلمات و تحويلها الى ألقاب ايجابية تعكس الواقع الحقيقي للمثلي وتكسر الصفات النمطية و المتداولة في صفوف الهوموفوبيين، وذلك يتطلب من الشخص المثلي درجة كبيرة من التصالح مع الذات و تقبلها، و أيضا التسامح مع ذوي العقول الضعيفة و هنا أقصد التسامح الايجابي و ليس الانهزامي، التسامح الذي يجعل من شخصيتك مرآة تمتص كل ما هو سلبي لتعكسها صورة ايجابية.
كلمة زامل قد يكون وقعها مدمرا و الأكيد أنها حطمت نفسية الكثير من المثليين، و ساهمت في الصراع الداخلي للمثلي مع نفسه، كم من مثلي احمر وجهه و توترت ملامحه حين ذكر تلك الكلمة وسط مجموعة من أصدقائه المغايرين، فقط لأنها تحمل حقيبة من النعوت و الصفات المجحفة في حق المثليين.
زامل لأنك جبان، زامل لأنه لا يعول عليك، زامل لأنك سريع التأثر، زامل لأنك آلة جنس، زامل ومغضوب عليك، زامل ومآلك جهنم، زامل ومريض بالسيدا، زامل لأنك لست رجلا.... زامل و زامل و زامل
صرخت وأنا أحدق في المرآة بحزم، نعم أنا زامل، زامل لكنني لست ما تدعون، أنا زامل يؤمن بالإنسان ويحترمه، أنا زامل يتعلم الحب قبل أن يكره، أنا زامل يجابه الحياة، يتعلم، يثابر، يرسم أهدافا في حياته، يعلم معنى الوجود، يحترم حق الآخر في الحياة، يؤمن بالعدالة و المساواة و الحرية، أنا زامل يعلم أنه يشترك الكثير مع الغير و اختلافه ملك له. نعم
#أنا_زامل ، زامل متصالح مع ذاته. http://www.ar.gaymaroc.net/2014/12/blog-post_66.html